0

 


✍️ محمد ابراهيم الشقيفي:  

ليعلم المقبل علينا قبل أن يفر خاسراً فى معركة محسومة ، أن كلماتنا خالصة من الشوائب ، ومن درن المكر والزخارف .

 نحن لا نفعل كما تفعل الذئاب ، الذين تربوا على مائدة الغدر من أجل تحقيق ريع أو نفع . ولا أجد شىء من الحرج ولا أحاول الإساءة لأحد ، فقد قطعت عهداً مع الله أن لا أكون سبباً في ضيق صدر أم أو بكاء عين طفل ، ولا أتاجر قطعاً بآلام الرجال ، من أجل أن يصفق لنا بشر غير اسوياء ، قد ضاق لهم ذراع ولم يعد لهم باع فى الدنيا ولا متاع ، غير أنهم صنفو أنفسهم ضمن قائمة ضعفاء النفوس التي زينتها الاحقاد بقلوب قاسية .

ولم ولن تهون كرامة الأديب عليه ، إياك أن تظن أن يحدث ذلك من أجل حفنة مال ، تبا لمن يعتقد أننا نقتنص الفرص أو نتاجر بالمشاعر أو نتلاعب بأرق الأحاسيس .

 ثم تبت يداه لمن تسول له نفسه أن كلماتنا بمثابة سلعة توزن بالقناطر ، ولو كنا فى أمس الحاجة إلى الأموال ، فلن يذل لنا ساعد بقدرة الملك المتعال ، وتمر قافلة الحكمة فى سلام والذئاب التي تهزى تفر فوق أشلاء جسام .

 من يملك الدليل دون أن يفرغ الحقيقة من فحواها ، فليقم فى جرأة ويتحدث أنه أعطانا شيئاً أو أطعمنا كسرة خبز لتحكي عنه الجمل ، نحن لا نعزف لحن سخيف ناشز فيما بين سطور تفرغ أوتار القيثارة من معانيها .

 رجاءا من المدعي زوراً وبهتانا أن يسرع ، يقف على قدم وساق ولا يخشى من شعور الخجل أو أن تصيبني سهام اللعنة والاحتقار ، و فى نخوة يقول آنذاك قد استأجرت ضمير الكاتب ، هنا ستفقد الكلمة هيبتها ويراها العالم فارغة من هيئتها ، ولا يستحق الفاشل لقب المبدع على الإطلاق ، فقد أساء الأدب مع النفس ، هزم دون مبارزة ، وسجن دون محاكمة ولا يستحق العتاب.

أكتب عن الجمال ولا حرج في ذلك ، أجبر كل شعور و لست بذلك هالك ، أحاول أن أجد عبارة تسعد قلب رجل قد ضاق به الحال ، أو أخرج عجوزاً عالقاً داخل دائرة الوهن ، لتكن تلك عطايا القدر ، حتي ولو فاح مني عطر المجاملة ، فتلك مغامرة فيها سعادة لا مبالغة.

وأخيراً إني أتصدق و تبتسم لأجلكم الكلمات . 


إرسال تعليق

 
الى الاعلى