✍️ أحمد الراوي الرويلي :
عندما نتكلم عن الجودة فنحن نعني باختصار ( العمل الجيد والغير رديء ) العمل الخالي من العيوب والصناعة المتقنة ، فالجودة لها عدة أوجه وهنا سأتكلم عن جودة الخدمات وخاصة خدمات العميل .
فعندما يتوجه العميل لمقدم الخدمة فإنه حتماً يبحث عن جودة الخدمة وسلامتها من العيوب ، من سهولة الخدمات وسرعتها وتجاوب الموظف وإتقانه لعمله ، فلا بد لكل عمل من أخلاقيات تنتمي إليه لترفع من مستوى جودته واستمراريته ، ومن بعض الصفات التي يجب أن يتصف بها الموظف هي الأمانة والإخلاص والنزاهة والحس المسؤول .
وكل من يتصف بهذه الصفات يستحق ( ختم الجودة ) وفي المقابل نجد هناك من لاعلاقة له بأخلاقيات المهنة ولا بأي حس مسؤول !.
لايوجد أحد منا لم يواجه الموظف الأمين أو السيء فشكرنا الأول وتصادمنا مع الثاني وشتان مابينهما .
في يوم من الأيام ذهبت لشركة خدمية لتقديم شكوى في مشكلة ما لاتُحل عبر التطبيق ، وعندما حان دوري نادتني الموظفة وكان مكتب الشكاوى من الموظفات النساء فقط وكان الحوار التالي :-
الموظفة : ماهي مشكلتك ؟
أنا : عندي مشكلة في عدم ورود فواتير بالخدمة .
الموظفة : مشغولة بالجوال !!
أنا : أنتظر سعادتها حتى تنتهي .
الموظفة : رقم هويتك ؟
أنا : أعطيتها الرقم .
الموظفة : مشغولة بالجوال !!
أنا : سكوت وانتظار .
الموظفة : مشغولة بالجوال .
أنا : لو سمحتي أنا عميل وعندي مشكلة إنتهي من حل مشكلتي ثم عاتقي جوالك الموقر !.
الموظفة : معليش توجد إمرأة كبيرة بالسن في حارتنا عندها مشكلة بسيطة ، دقيقة وسأكون معك !
أنا : لازلت أنتظر وهي لازالت مشغولة لأكثر من ثلاث دقائق !
أنا : رفعت صوتي وطلبت منها حل مشكلتي .
الموظفة: ممكن رقم العداد ؟
أنا : تفضلي .
الموظفة : مشغولة بالجوال .
فجأة دخل موظف من قسم الرجال ودون أن يتكلم فجأة قامت مسرعة وذهبت لغرفة مجاورة وأحضرت كوب قهوة وقدمته للموظف وذهب !!!
أنا : انتهت مشكلة العجوز بتهكم ؟
الموظفة : ترمقني بنظرات ( وكأنها تقول انت وش جابك ) وهي مرتبكة .
الموظفة : رفعت لك الشكوي وخلال يومين سيأتيك الرد آلياً .
أنا : شكراً لك .
بعد يومين جائتني رساله من الشركة سيتم المرور لمنزلك لتركيب عداد مياه (معليش نسيت وذكرت اسم الشركة )!
لاحظوا ( شكواي عن تأخر الفواتير )
وقامت الموظفة برفع شكوى بعدم وجود عداد !!!!
يقول نيكولاس : لايمكنك بناء شيء جيد إذا لم تكن متقناً في العمل .
كما أن الإتقان في العمل يعطينا الشعور بالرضا والإرتياح ، وخلاف ذلك يجعلنا مصابين بالإرتباك كما حصل مع هذا الموظفة .
كثير يحتاجون الوظيفة لتساعدهم على متطلبات الحياة ويعدون أنفسهم وغيرهم بأنهم سيكونون مخلصين لعملهم و أنهم أفضل من غيرهم وعند قبولهم في الوظيفة يتبخر كل ماكان ويتم استبداله بالكسل والتهرب من العمل والتشكي والمراوغة وهذا يسمى ( خيانة عمل ) أتمنى أن نصل لمرحلة الوعي الذي يجعلنا نشعر بالمسؤولية والأمانة تجاه هذا الوطن الذي قدم لنا الكثير فهل يصعب علينا أن نرد الجميل بعمل مخلص ،
للسعودية رؤية عظيمة ومن أعداء الرؤية الفساد ، الكسل ، الغش ، الخيانة . الإهمال ،، قال تعالى ( وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ) .
إرسال تعليق