✍️ سمير الشحيمي :
" المدينة الغائمة "
زنزانة الجد العقيد يجلس خلف مكتبه يقرأ أحدى الكتب صوت فتح باب زنزانته فدخل جوزيف وفي وجهه ابتسامه فقال الجد وهو لم يبعد عينيه من صفحات الكتاب : عودة حميدة يا جوزيف.
جوزيف : شكراً لك أيها الجد لقد اخرجتني من السجن الانفرادي.
الجد : كنت أريدك بقائك بالانفرادي لتجلس مع نفسك قليلاً لكن أنا لا استغني عنك.
جوزيف يضحك : وأنا أيضاً لا استغني عنك ياسيدي لكن كما تعلم كنت بالوقت الخطأ في المكان الخطأ.
الجد : دعك من هذا كله أريد أن تعد لي قهوة بسرعه.
جوزيف : أمرك أيها الجد.
مدينة شتله الساحليه
تدخل شابه جميله إلى المكتبه وهيه تحمل على كتفها حقيبة جلديه كبيره نوعاً ما واستقبالها صاحب المكتبة : صباح الخير آنسة سالي يالها من زيارة جميلة في هذا الصباح الرائع.
سالي وهيه تبتسم وتضع الحقيبة الجلدية على الطاولة التي أمامها : صباحك سعادة العم رابح أشكرك على الكلام الجميل.
العم رابح : بما إنك هنا ستتناولين معي كوب من القهوة تعدها ابنتي نمارق الآن سأخبرها بإن تحسب لك حساب.
سالي : لا شكراً عم رابح أريد الذهاب إلى السوق لكي اتبضع قبل أن أرجع إلى المنزل وبعدها إلى الملهى الليلي.
العم رابح : أنا فخور بك يا ابنتي سالي لو كان أبوك سياف حي لكان أيضاً فخور بك.
سالي : أتيت أرجع لك الكتب التي استعرتها من مكتبتك.
العم رابح : المكتبة والكتب التي بها وصاحبها تحت أمرك يا سالي.
يفتح الباب الخلفي للمكتبة وتدخل نمارق بيدها صينية بها 3 أكواب من القهوة الساخنه وهيه تقول : سمعت صوتك وهذه قهوة الصباح لأفضل شخصين في مدينة شتله.
سالي : أهلا بك يا نمارق أجمل من يعد القهوة.
نمارق : سالي كيف حالك؟
سالي : بخير كيف حالك وكيف حال نسائم الصغيره؟
نمارق : أنا بخير ونسائم بالمدرسة.
العم رابح : ستبرد القهوة هيا نشربها بما أنها مازالت ساخنه.
سالي : أنا سأذهب اعذروني.
نمارق تمسك أحد الأكواب وتقدمه إلى سالي : هذا نصيبك لن تغادري قبل أن تشربيه حسبت حسابك.
سالي وهيه تمسكه : شكراً لك.
يتناول الجميع القهوة.
مدينة الأبراج
الضابط جبران يجلس أمام المسامر الذي قال له : حضرة الضابط جبران كيف لي أن أساعدك؟
الضابط جبران : سيد سام من المفترض أن استدعيك إلى مركز الشرطة لكي نحقق معك بلإنفجار الذي وقع مساء أمس بالحي السكني القديم ولكن بحكم إنك إبن العقيد آل السامر فلك معامله خاصه.
المسامر : كان بإمكانك استدعائي فأنا رجل أحب تطبيق القانون وليس لإحد أفضلية على أحد آخر أمام القانون لكن مع ذلك شكراً لك ، والآن ما دخلي أنا بحادثة الإنفجار الذي وقع بلأمس؟
الضابط جبران يخرج من جيبه عدة صور يضعها أمام المسامر : فريق الأدلة الجنائية وجدت إن الرجل الذي قتل وتم تفجير البنايه التي يسكن فيها هو من رجالك.
يمسك المسامر الصور ويقلبها ويتمعن النظر بها ثم أعطاها لديبوا الذي قلبها قائلاً : نعم بالفعل إنه أحد رجالنا ولكنه ترك العمل معنا منذ أسبوع ولا يربطنا به أي شيء.
الضابط جبران : الصحافة والإعلام يعلمون شئ واحد فقط إن هذا الرجل من رجال منظمة الذئب الأسود ويحمل وشم منظمتكم بكتفه كل التقارير تؤكد لنا بإن هذا الرجل المدعو يوسف قد تم تصفيته والتخلص منه.
المسامر : كيف علمتم بإنه تم تصفيته يوجد كثير من الجثث بالانفجار الذي وقع على حسب التقارير التي رأيتها بالتلفزيون المحلي.
الضابط جبران : لأن رجلكم أو من كان بالسابق رجلكم على حسب قولكم لم يمت بلإنفجار ولا يوجد به اثار حرق بل تم ضربه ثم رميه من نافذة شقته ومات على الفور.
ديبوا بستهتار : هل تظن بإننا نحن الذين أمرنا بتصفيته؟
الضابط جبران : لقد أتيت لكي أعرف وأكمل التحقيق واستجوابي لكم ليس رسمي أستطيع تدارك الأمر وإبعادكم عن الصورة إذا كنتم فاعلين هذا الأمر.
المسامر : أسمع جيداً أيها الضابط جبران تأكد جيداً أن منظمتنا وأولهم أنا ليس من أمر بتصفية أحد رجالنا الذي هو ترك العمل معنا بمحض إرادته فلذلك بإمكانك المباشرة بتحقيقاتك بشكل رسمي وأنا مستعد كامل الإستعداد لدفاع عن منظمتنا أمام الجميع الإعلام والصحافه والرأي العام وأيضاً إذا ادعت الضروره الوقوف بالمحكمة لإننا ليس لنا يد بالأمر.
الضابط جبران ينهض من كرسيه وهو يبتسم : إذا أعتبرني لم أكن متواجد هنا اليوم معك ولم أجري أي حديث بخصوص هذا الأمر وسوف أوجه تعليماتي كامله في معرفة من وراء هذا العمل الإجرامي سأكون شاكر لك تعاونك معنا في حال استدعيناك انت ورجلك للتحقيق الرسمي.
المسامر ينهض من كرسيه ويمد يده لضابط جبران : سأقدم كل مايلزم من تعاون لمعرفة ملابسات الحادث وإلقاء القبض على الفاعلين.
يتصافحان ويغادر الضابط المكان يجلس المسامر خلف مكتبه وهو متضايق جداً وقال له ديبوا : أن الذي فعل هذا الأمر يريد توريطنا بأي شكل من الأشكال.
المسامر : أعلم ذلك.
ديبوا : هل تظن بإن أفراد عراب آل السامر لهم يد بالموضوع؟
المسامر : لا طبعاً هذا ليس عمل أحد من أفراد عائلتي هذا عمل لمجموعة معينه تم تكليفهم بهذا الأمر وأريد معرفة من هم ومن الذي وجههم لفعل هذا الأمر كل التفاصيل المتعلقة بالحادث وأريد جميع التفاصيل الخاصه بيوسف؟
ديبوا : حسنا سوف ابدء العمل الآن.
فخرج ديبوا وترك المسامر يفكر وهو ينظر لنشرة الأخبار.
المدينة الغائمة
في العنبر يجلس جاويد يدخن سيجارته ينظر إلى المساجين مر من أمامه الجد وجوزيف يدفع كرسي الجد فقال جاويد لسجين بجانبه : من هذا الرجل؟
السجين : إنه الجد العقيد كبيرنا وزعيم المساجين هنا.
جاويد : كيف ذلك؟
السجين : لا يحدث أي شي هنا بالسجن إلا بعد موافقته.
جاويد ينفث دخان سيجارته : سنرى الى متى سيستمر بزعامة حان موعد أن يأتي زعيم جديد هنا.
مدينة الأبراج
تتوقف سيارة تابعه لشرطة المدينة أمام إحدى الأبراج وهيه مقر شركة السيد وارث كبير عائلة العراب آل السامر وينزل منها الضابط جبران ودخل إلى البرج واعتلى المصعد حتى وصل إلى مقر الشركة بإحدى الطوابق العاليه وطلب مقابلة السيد وارث فأدخلته السكرتيره.
السيد وارث خلفه مكتبه : الضابط جبران تفضل بالجلوس.
الضابط جبران وهو يجلس : شكراً سيد وارث.
السيد وارث : كيف كانت مقابلتك مع المسامر هل وافق بتغطيتك للأمر؟
الضابط جبران : لا للأسف سيد وارث لقد رفض السيد سام وطلب مني العمل والإسراع في كشف ملابسات القضية.
السيد وارث ينهض من كرسيه ويمسك بيده عصاه الغليضه ويتجه إلى النافذه المطله على المدينة وهو يقول : بما إنه رفض سوف يقوم بالبحث والتحري بنفسه وهذا الشي سوف يجعله يواجه الذين قاموا بهذه العمليه وأنا لا أريد هذا الأمر يحدث على الأقل هذه الفترة.
الضابط جبران : مالذي تأمر فيه سيد وارث؟
السيد وارث : حاول عرقلت تحريات المسامر وعدم معرفته بالذين قاموا بهذا العمل إلى أن انهي بعض الأمور معهم.
الضابط جبران : أمرك سيد وارث.
يستمر السيد وارث النظر من النافذه على المدينة وابراجها.
يتبع...
إرسال تعليق