0


بقلم / أ . حنان الغامدي 


مرحبا بعشر ذي الحجة: أيام الخير والبركة


ها هي الأيام المباركة تطرق أبوابنا من جديد، حاملة معها نفحاتٍ إيمانية ومواسم خير لا مثيل لها. إنها عشر ذي الحجة، الأيام التي تنبض بالروحانية، وتدعو القلوب للتقرب من الله بصدق وإخلاص.


في هذا الوقت، يعلو صوت التكبيرات من أعماق قلوب المؤمنين، يملأ الأجواء بـ”الله أكبر” في رسالة واضحة: أن الله أعظم من كل شيء. هذه الأيام ليست مجرد تواريخ تمرّ علينا، بل هي فرصة ثمينة لنجدد بها إيماننا ونراجع أنفسنا، فنحن في موسم عظيم تُفتح فيه أبواب الرحمة ويُضاعف فيه الأجر.


يوم عرفة، الذي يختزل معاني الرحمة والمغفرة، هو تاج هذه الأيام. إنه يوم يقف فيه الحجاج على صعيد عرفات، ملبين نداء ربهم ومتضرعين إليه، بينما يتسابق غير الحجاج في الصيام والدعاء، طمعًا في الأجر العظيم الذي وعد الله به.


عشر ذي الحجة ليست موسمًا للعبادة فقط، بل هي دعوة للعمل الصالح بكل أشكاله. إنها فرصة لمد يد العون للمحتاج، ونشر الخير بين الناس، وتعزيز قيم الرحمة والتكافل. كم من أرواح تحتاج إلى ابتسامة، وكم من قلوب تنتظر لمسة حنان!


وفي هذه الأيام، تحمل شعيرة الأضحية معنىً عميقًا للتضحية والعطاء. إنها ليست مجرد ذبح لحيوان، بل تجسيد للإيمان الصادق والاستجابة لأمر الله. ما أجمل أن تُقسم الأضحية، فتطعم منها الفقير والجائع، وتُشعر الآخرين بدفء العطاء والمحبة.


بين التكبير والذكر، وبين الصيام والصدقة، نجد أنفسنا أمام مشهد روحاني عظيم. إنها دعوة لنبني علاقتنا مع الله ونقترب منه، ونستعيد توازننا الروحي في خضم الحياة المليئة بالصخب والتحديات.


عشر ذي الحجة ليست مجرد أيام عابرة؛ بل هي ذكرى، وتذكير، وفرصة. هي الوقت الذي تتجدد فيه العهود مع الخالق، وتعود فيه القلوب إلى صفائها ونقائها. فلنستقبل هذه الأيام بقلوب نقية، ولنغتنمها بالطاعات، ولنجعلها نقطة تحول في حياتنا.


مرحبًا بعشر ذي الحجة، أيام الخير والبركة. إنها هدية من الله، فلنحسن استقبالها، ولنزرع فيها من الخير ما نحصد ثماره في الدنيا والآخرة.

إرسال تعليق

 
الى الاعلى