السمق العربية - متابعات :
في إطار العلاقات الثنائية المميزة بين المملكة والمكسيك، شارك المسؤول الإعلامي بسفارة المملكة في مكسيكو سيتي، الأستاذ/ عبدالرحمن بن محمد الحمد في ندوة متخصصة عقدتها لجنة العلوم والتكنولوجيا والابتكار في مجلس النواب المكسيكي مع رؤساء البعثات الدبلوماسية المعتمدين لدى المكسيك، حيث تم عرض تجربة المملكة في مجال الذكاء الاصطناعي، والتي تعد واحدة من أبرز التجارب الإقليمية والدولية.
وخلال مداخلته، عبّر ممثل السفارة عن شكره العميق للبرلمان المكسيكي على الدعوة الكريمة، مؤكداً أن تجربة المملكة في هذا المجال تستند من رؤية وطنية طموحة تتمثل في رؤية المملكة 2030، الهادفة إلى تنويع الاقتصاد، وتعزيز الابتكار، وبناء مجتمع رقمي قائم على المعرفة، والتي تحظى بدعمٍ كريم من مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله – وإشراف مباشر من صاحب السمو الملكي الأمير/ محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء – حفظه الله –
وأشار الحمد إلى أن المملكة أنشأت في عام 2019 الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)، والتي أوكلت إليها مهمة تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للبيانات والذكاء الاصطناعي، بهدف ترسيخ موقع المملكة كمركز عالمي ضمن أعلى 15 دولة رائدة عالمياً في هذا المجال بحلول 2030.
وأوضح أنه وفقاً لتقديرات (PWC) فإن من المتوقع أن يساهم الذكاء الاصطناعي في الناتج الإجمالي المحلي للمملكة بما يقارب 135 مليار دولار، أي ما يعادل 12.4% من اقتصادها الوطني.
وتناول الحمد في معرض حديثه إلى 4 محاور رئيسية تتمثل بالتشريعات، والتطبيقات، والبنية التحتية، والتحالفات الدولية.
فعلى المستوى التنظيمي، أصدرت المملكة عدة قوانين لحماية البيانات الشخصية وتنظيم استخدام الذكاء الاصطناعي في القطاعات الحيوية مثل الصحة والتعليم وغيرها من الخدمات الحكومية.
أما من الناحية التطبيقية، فقد تم تطوير منصات ذكية مثل منصة أبشر التي توفر أكثر من 350 خدمة إلكترونية لأكثر من 26 مليون مستخدم، كما يجري حالياً استخدام الذكاء الاصطناعي في التشخيص الطبي المبكر، والتنبؤ بالمخاطر وتحليلها، إلى جانب إطلاق مبادرات بيئية ذكية لمكافحة التصحر، واقتراح مواقع التشجير الأمثل ضمن مبادرة السعودية الخضراء.
وفي ما يتعلق بالبنية التحتية والتعاون الدولي، أوضح الحمد بأن المملكة أقامت شراكات استراتيجية مع شركات عالمية كبرى مثل NVIDIA وAMD، تضمنت شراء 18 ألف شريحة من طراز Blackwell، في إطار استثمار مشترك يبلغ 10 مليارات دولار لإنشاء بنية تحتية حوسبية بقدرة 500 ميغاواط.
من جانبٍ آخر، تم استعراض إطلاق شركة “هيومان” الوطنية المختصة في تطوير النماذج اللغوية باللغة العربية، إلى جانب استثمارات سعودية تقدر بـ 20 مليار دولار في مراكز بيانات داخل الولايات المتحدة الأمريكية، واتفاقيات مع شركات كبرى مثل Google وOracle وSalesforce، بإجمالي استثمارات تتجاوز 80 مليار دولار.
وتناول الحمد مشروع “ذا لاين” ضمن منطقة نيوم، والذي يُعد نموذجاً فريداً لمدينة ذكية مستدامة، خالية تماماً من الانبعاثات الكربونية، وتعتمد بنسبة 100% على الطاقة المتجددة، بما يعكس التزام المملكة بالابتكار البيئي والمدن المستقبلية.
وفي ختام كلمته، أكد الحمد أن الذكاء الاصطناعي أصبح أداة حيوية في صياغة السياسات العامة، وتحقيق الكفاءة الحكومية، وترسيخ العدالة الرقمية، وحماية البيئة، وتحسين جودة الحياة، من خلال حوكمة رقمية ومرنة تقوم على البيانات الشفافة وتطوير القدرات الوطنية.
كما وجه دعوة صادقة للدول الصديقة، وفي مقدمتها المكسيك، لتعزيز التعاون وتبادل المعرفة في كافة المجالات ولا سيما في مجال الابتكار، لبناء مستقبل رقمي مشترك يعود بالنفع على البلدين والشعبين الصديقين.
إرسال تعليق