✍️ سعاد حسني :
من عظمة الله علينا على كل كائن حي أن جعل هناك أسبابا؛ لتوفر له السعادة مثل : الطعام، والشراب، والمأوى، وأسباب السعي لتدوم له أسباب العيش طبقا للطبيعة الكونية. ولكن أمام هذه النعم، وهذه الأسباب لابد أن تتوفر نعمة الأمان. فكل ما سبق من نعم في كفة، ونعمة الأمان في كفة أخري. بل تربح كفة الأمان وحدها أكثر من بقية النعم؛ والسبب في ذلك يرجع إلى أن جميع النعم لو توفرت بدون نعمة الأمان لا قيمة لها. فالكائن الحي مهما كانت طبيعته وأولها الإنسان يصبح مهددا في الحياة، ولا يحس بالسعادة والاستقرار. والدليل على ذلك قول رسول الله (صلى الله عليه وسلم) " من أصبح منكم آمنا في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم. إذن الأمن أحد الأضلاع الثلاثة لتوفر السعادة والاستقرار للإنسان، بل هو أولها وفقا لحديث الرسول (صلى الله عليه وسلم). ومن أجل ذلك فنحن نعيش عصر الأمان في مصر، نعيش حياتنا بشكل طبيعي. صحيح لدينا بعض المنغصات اليومية - يشترك في ذلك جميع طوائف الشعب المصري - الغني منه والفقير، وإن كان الفقير له نصيب الأسد، ويحس بها أكثر، لكن عندما ننظر إلى هذه المنغصات نجد أنها لا تمثل قيمة بالنسبة للحياة والعيش في أمان غير مهدد أنت ولا أولادك، ولا نحن وأولادنا وأهالينا، صحيح أن شكل الحياة اختلف بكل ما تحمله الكلمة من معنى؛ حيث أصبحت الأسرة المصرية استغنت كثيرا عن أسباب الرفاهية، وتكاد تكون اختفت في ظل الأسعار المرتفعة، أصبح نسبة الشراء من الملابس والطعام تراجعت كثيرا؛ تبعا للأحوال الاقتصادية. لكن هذا لايهم المصريين؛ لأن الذي يهمهم هو العيش في أمان؛ فالطير يخرج من عشه بحثا عن الرزق، ثم يرجع له مرة أخرى؛ لأن هذا العش هو الأمان بالنسبة له، هو المكان الذي يأويه؛ ليصبح ويستكمل رحلة الحياة. وقس على هذا كل أنواع الكائنات الحية على اختلاف أنواعها، وأنماطها. كذلك المرأة عندما تحس بأمنها في ظل رجل طيب حنون يحتويها ويرعاها، ولا يسبب لها أية إهانة، فهي تحس أنها ملكت الدنيا بكل ما فيها؛ حتى ولو كان هناك ضيق حال. عندها الإحساس بالأمان أهم من أشياء كثيرة، حتى الأولاد يستطيعون أن يستغنوا عن متطلبات لهم في ظل العيش في أسرة فيها الأمان، والحب، والاستقرار. إذن كل كائن حي يبحث عن الأمان، بل هو مطلب أساسي وجوهري له لكي يعيش حياة مطمئنة. وأكبر دليل على ذلك أجدادنا الفراعنة عندما أتوا إلى مصر استقروا بها، وبنوا حضارتهم؛ لوجود النيل، وتوفر أسباب الحياة، وقبل كل هذاطبيعة مصر ( التحلي بالأمان) والذي قال الله - سبحانه وتعالى - في شأنه " ادخلو مصر إن شاء الله آمنيين" صدق الله العظيم. فخلاصة القول : إن الأمان في وقتنا الحالي مطلب أساسي في ظل الصراع الدولي، وانتهاك الحقوق. ولكي نحصل عليه لابد أن ندفع ثمنه من صبر وتحمل والعمل بكل قوتنا؛ لأن فعلا الأمان له ثمن.
إرسال تعليق