0


✍️ بدرية بنت سلطان المعجل : 

قال الله تعالى في كتابه الكريم:

﴿وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ أَكُنْ جَبَّارًا شَقِيًّا﴾ [مريم: 14].

إن برّ الوالدين عبادة عظيمة، وأجره عظيم يناله الابن أو الابنة حين يؤدّيه على الوجه الأكمل، وهو سبب من أسباب دخول الجنة، بل هو أعظم من الجهاد في سبيل الله.

فقد جاء رجل إلى النبي ﷺ يستأذنه في الجهاد، فقال له: «ألك والدان؟» قال: نعم، قال: «ففيهما فجاهد».

وهذا يدل على عظمة برّ الوالدين، وأنه ليس مجرّد عاطفة تنتهي بمرور الوقت أو مع الاستغناء، بل هو واجب شرعي وفرض دائم على الأبناء.


ومن برّ والديه كان موفقًا في دنياه وآخرته، وقد وجهنا ديننا الحنيف - في القرآن الكريم والسنة النبوية - إلى صور متعددة من البرّ، ومنها:

 1. التلطف والدعاء:

قال تعالى: ﴿وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا﴾.

فمن البر: التلطف، وحسن المعاملة، وعدم رفع الصوت، وعدم إيذائهما، والدعاء لهما باستمرار.

 2. السكن معهما عند الحاجة:

إذا احتاجا الأبوان إلى من يؤنسهما أو يرعاهما، فلا يصح تركهما للخدم والسائقين، فقد أفنيا زهرة عمرهما في رعاية أبنائهما، ومن حقهما أن يجدا البرّ والوفاء في كبرهما.

 3. التقدير والاحترام:

الاستماع إليهما، وأخذ مشورتهما، وتقدير رأيهما، كلها صور من البرّ.

 4. إدخال السرور عليهما:

كأن يشاركا في الأعياد والمناسبات بفرح، ويُظهَر لهما التقدير والاهتمام.

 5. الخروج معهما والاعتزاز بوجودهما:

الحرص على اصطحابهما في نزهات أو زيارات مما يدخل السرور على قلبيهما.

 6. مرافقتهما في السفر إذا رغبا:

وذلك من حسن العشرة، وتحقيق رغباتهما في حياتهما.

 7. الدعاء والصدقة عنهما:

برّ الوالدين لا يتوقف عند الحياة، بل يستمر بالدعاء والصدقة بعد وفاتهما، وبرّ أصدقائهما.

 8. تقديمهما على المشاغل:

صِلتهما يجب ألا تكون على حسب “الفراغ”، بل من الأولويات، سواء بالزيارة أو بالاتصال.

 9. الاعتراف بفضلهما:

إظهار جميلهما وعدم نكران ما قدّماه، فإن الجحود من علامات العقوق.

 10. رعايتهما عند الحاجة:

تولي شؤونهما ورعاية مصالحهما واجب على الأبناء، خصوصًا عند المرض أو التقدم في السن.

 11. مرافقة الوالدين في المستشفيات:

والحرص على عدم تركهما للخدم أو السائقين، وخاصة إذا كبرا واحتاجا إلى دعم مباشر.

ختامًا : 

ومن أراد التوفيق في حياته، فليبرّ والديه، ليجني بركة ذلك في دنياه وآخرته.

جعلني الله وإياكم من البارّين بوالدينا في حياتهم وبعد وفاتهم.


إرسال تعليق

 
الى الاعلى