0



✍️ العنود سعيد : 

يمكن تعريف بيئة العمل الإيجابية بأنها المكان الذي يشعر فيه الموظفون بالراحة، ويحفزهم على أداء مهامهم بمهنية عالية ، تحكمها مبادئ أبرزها الثقة والتعاون والمساءلة والإنصاف.

في بيئات العمل نلحظ لغطًا كبير في مفهوم تحديد المهام و الواجبات حيث تحدث إزدواجية الأدوار و تصاحبها نتائج وخيمة مما كان لها أثر كبير في حدوث ونشوء الكثير من الأخطاء . 

بيئة العمل الناجحة هي التي تتبع استراتيجية ثقافية تشجع على الإبداع والتطور المستمر و توفر فرص تدريبية يتم من خلالها تقدير وتكافئ الإنجازات ،تحكمها أنظمة وقوانين روحها التنافس و تصب في مصلحة العمل.


ما أود الحديث عنه في هذا المقال هو تسليط الضوء على الشخص المنجز،الدؤوب في مهامه، سريع الانتاجيه، المطور لافكاره ومهارته وهو المفضل لدى أي مدير ولا مجال للمقارنة معه للموظفين الأخرين. يمكن للموظف أن يشارك في نقل أيديولوجية بيئة العمل وهذه الأيديولوجية تشمل الثقافة التنظيمية، والقيم، والمعتقدات، حيث ستظهر حتما مع الاندماج بين المرؤوسين ورئيسهم و زملائهم والتركيز على أهداف تطور من إنتاجية المؤسسة التي ينتمي اليها فتصبح المؤسسة أكثر شمولية.

خلق ثقافة العمل سيؤثر إيجاباً على الأفراد ويربط جميع أفراد المؤسسة في منظومة متكاملة بحيث تصبح تلك الثقافة أكثر قبولاً وتقديرا و لا تنفصل كثيرًا عن ثقافة المجتمع بتحديد رؤيتها في اثبات وترسيخ القيم التي يتمسك بها منسوبيها ، والقرارات التي يتخذونها حيث تبدأ تلك الثقافة بالقيادة التنفيذية و التي تتوافق مع قيم شخصية الموظف واحتياجاته ، وبالتالي فإنها تؤدي إلى مؤسسة مزدهرة بالعطاء .

الاختلافات الثقافية قد تؤثر على بيئة العمل بحيث يؤدي عدم أحترام ثقافات الآخرين إلى صراعات أو جدالات حادة ونقاشات تقلل من إنتاجية العمل و دافعية الموظفين .


المؤسف والخطير في الآمر عندما يتساوى الموظف المتميز الذي تحكمه الرقابة الذاتية ويمتلك رؤية تطويرية ومهارات في القيادة والحزم و المسئوليه والأمانة والإخلاص مع غيره من المهملين المتسلقين على نجاحات الأخرين. 

خلاف ذلك بيئة العمل السامة والاستقصائية التي تكون بمثابة بيئة حاضنة للعديد من السلوكيات غير المهنية مما يؤثر على روح العمل وهنا لآبد من وقفة هامة قبل إنهاء هذا المقال والجديرة بالدراسة وهي تنشئة الأجيال القادمة على احترام ثقافة العمل وتطبيق آلياتها بما يخدم المصلحة العامة ، تغيير النظرة الاجتماعيه لبعض المهن وتقدير دور كل مهنة في بناء المجتمع وتسليط الضوء على ( ثقافة العيب) في المجتمعات العربية و التي تهدر القدرات والطاقات البشرية من خلال تقييم الأفراد بناء على تصنيفات (فقراء الثقافة) حيث لها تبعات خطيرة في أحداث فجوة ثقافية في المجتمعات .

العمل عبادة وثقافة الأنسان هي المحك الأساسي في عملية التطوير التي تشهدها المجتمعات حيث تولي المملكة العربية السعودية اهتماما بالغًا في تطوير قدرات المنظومة البشرية من خلال رؤية متكاملة وشاملة في جميع المجالات والتي معها لا مجال للفساد والمفسدين ولا مكان للمتقاعسين والمحبطين .



إرسال تعليق

 
الى الاعلى